آليات عمل المترجم التحريري المستقل (الجزء الأول)


نستعرض في هذه الحلقة خلاصة بعض التجارب التي تهم موضوع الاتصال والتواصل، وسنحاول التعريف بأهمية هذه الآليات واقتراح بعض الأفكار. ولا بأس من التذكير بما نسعى إليه من وراء هذه المقالات ككل، وهو دعوة زملائنا وزميلاتنا إلى التفكير في هذه المواضيع واستنباط طرق عمل تتناسب مع الإمكانات الفردية لكل مهتم، فلا يعتمدنّ القراء الكرام حصرا على بعض الحلول الجاهزة التي سنتطرق إليها على امتداد السلسلة، فهي لم تذكر بالأساس إلا لتمثيل مختلف الوضعيات وحتى نكون أقرب للواقع والممارسة.
1) البريد الإلكتروني

2) الحساب المصرفي
3) العنوان البريدي
4) الهاتف المحمول
5) السيرة الذاتية
6) الموقع على الشبكة
7) تكملة: الفاكس، الماسح والتعرف الضوئي على الحروف OCR

1) البريد الإلكتروني
كنا نعتمد في ما مضى على بطاقة الزيارة للتعريف بأنفسنا، وعلى الرغم من أن بطاقات الزيارة ما زالت متداولة ولها قيمتها في اللقاءات المباشرة، كزيارة زبونك إن وجد في بلاد إقامتك، أو لتقديمها في الندوات والمحاضرات، أو لمسكها مع فاتورة تبعث عن طريق البريد، إلا أن المعطى الأوّل الذي يقدم فكرة أوّلية عنك هو عنوان بريدك الإلكتروني.
ونعلم جميعا أن العديد من البوابات ومحركات البحث والشركات التجارية المختلفة تسمح لك بالحصول على عنوان بريد إلكتروني مجاني. والحال أن هذه المجانية تظل صورية إذ إنك لا تقدم مالا نقدا، ولكنك تقدم العديد من الخدمات لهذه المواقع والمحركات ومنها: توسيع قاعدة بياناتهم وزيادة عدد زيارات موقعهم، وتلقي رسائلهم الإشهارية والإعلامية، هذا إن لم يبيعوا بياناتك إلى الشركات التسويقية وغيرها، إلا أن هذا ليس موضوعنا.
واعتبارا للآراء الواردة في العديد من منتديات الترجمة حول موضوع العناوين المجانية، يمكن أن نستخلص أن سلبياتها أكثر من إيجابياتها بالنسبة للمترجم المحترف المنتصب لحسابه. فالعنوان الإلكتروني المجاني لا يعطي صورة إيجابية عن المترجم المحترف: كيف لمكتب ترجمة أو زبون مباشر أن يتعامل مع شخص هويته غير مؤكدة لديه؟ كيف يعطي أعماله لشخص لا يدري إن كان سيسلم له عمله أو سيبعث له يوم التسليم رسالة مفادها أنه كان يمزح أو أنها كذبة أبريل؟ ولإقناع أنفسنا، لنتخيل أننا في الوضعية المقابلة: يصلنا عرض ترجمة فيه 10.000 كلمة ونتفق مع الزبون على إنجاز العمل مقابل 600 أو 1.500 دولار، لكن هذا الزبون يراسلنا بعنوان:
hypothetictranslation@yahoo.com ألا يمكن اعتبار أن من يقبل هذا العمل مقامر أو مغفّل؟ إذا أجابتك محركات البحث أن هايبوتاتيك ترانزلايشن غير موجود بوصفه مكتبا أو أنه قيد الإنشاء، فمن المجازفة، بل من البلاهة أن يقبل المترجم هذا العمل. ومن ثم، علينا أن نعلم أن مكاتب الترجمة والزبائن يفكرون بنفس الطريقة، والأغلبية الساحقة منهم لا يتعاملون مع من يراسلهم عبر العناوين الإلكترونية المجانية، بل لا يردون عليهم. وفي كل الأحوال، يظل أخف الأضرار هو عدم التعامل مع المذكورين آنفا. كيف نقبل هذا، ونحن نسعى إلى أن نجعل كل المعطيات في خدمتنا؟ كيف نقبل أن يكون بريدنا هو سبب إخفاقنا في الحصول على أعمال الترجمة ؟ ومع ذلك، فللعديد من المترجمين المحترفين حساب لدى ياهو (إضافة إلى عنوانهم البريدي الرسمي) يستعملونه في أغراض معينة كاستقبال الملفات المرفقة الضخمة، إذ من ميزاته أنه يقبل إلى حدود 10 ميغابايت وسعة البريد الإجمالية 2 جيغابايت في الوقت الحاضر.
وفي رأيي أنه يتعين على كل مترجم محترف أن يتصل في بلد إقامته (أو خارجها) بمزود خدمات الإنترنت، ويشتري لنفسه عنوانا بريديا لا تزيد عادة رسومه عن 5 أو 10 دولارات في السنة، حيث يطلب نسخة من بطاقة الهوية، ويكون عنوانا رسميا يتعامل به بصفة رسمية، وله العديد من المزايا، لعل أولها أنه لا يتغير حتى بعد سنوات إذ يمكن لزبون تعامل معك سنة 2003 أن يتصل بك في سنة 2007 قصد إنجاز عمل آخر. فلا توجد مبررات منطقية لرفض هذه الآلية: فإن قيل إن المجاني (0 دولار) أفضل من 20 دولارا، أقول إن هذا حساب خاطئ لأنك اقتصدت 20 وذهبت عنك ألوف. وإن قال الشخص إنه لا يريد التعريف بنفسه، فقد حرم نفسه إمكانات الشغل والعمل الهائلة في السوق العالمية، ومن ثم يوصف التصرف في كلتا الحالتين بالهواية ويبتعد عن المهنية، مع أن للهواية مزاياها هي الأخرى.
ومن المجدي أيضا التذكير بأبجديات العنوان المحترف وهو العنوان الحامل لاسمك ولقبك إن أمكن، أو أن يقتصر على اسمك وتزيد عليه اختصارا للقبك أو غيره حسب الأسماء المتوفرة لدى مزود الخدمات الذي تقصده. وبما أن ياهو يبيع أيضا العناوين الرسمية، ففي هذه الحال، لا بأس من التذكير في بعض أماكن تقديم خدماتك أو سيرتك أن حسابك على الياهو هو حساب رسمي حتى تبعد عنك نقاط الاستفهام. وبصفة عامة، قد يكون من المجدي بالنسبة للمترجم المحترف أن يخصص عنوانا لمراسلاته المهنية، ويستعمل غيره من العناوين للمراسلات الخاصة وغيرها.
هذا من ناحية الصورة الخارجية التي تقدمها عن نفسك، أما من ناحية وظيفة العنوان فلا بد من أن تطرح السؤال التالي: ما العمل إذا بعث لك زبونك ملفا للترجمة سعته 20 أو 30 ميغابايت؟ والزملاء العاملون في الترجمات الطبية والصيدلانية،على سبيل المثال، يعلمون أن كتيبات الأدوية غالبا ما تكون ضخمة. إن البريد العادي لا يستقبل أكثر من 10 ميغابايت في الملفات المرفقة، وفي هذه الحالة لا بد أن تستعمل نظام نقل الملفات، المسمّى أيضا بروتوكول نقل الملفات (FTP). وهو عبارة عن خادم موجود على الشبكة. فللعديد من الشركات خادمها الخاص، وتتمثل وظيفته في استقبال الملفات الضخمة وإرسالها. ولست في حاجة إلى شراء هذه الآلية المكلفة، ويمكن أن تطلب من زبونك أن يودع لك الملفات الضخمة على هذا الموزّع المجاني مثلا
www.yousendit.com، ثم تنزلها بنفسك، وتعيد العملية عكسا عند تسليم ترجمتك.
وفي هذا المقام، لا بد من أن نلمح، ولو باقتضاب، إلى سرعة الربط على الشبكة. فمن المؤكد أن المترجم الذي لديه ربط عبر خدمة الخط الرقمي اللامتماثل (ADSL) بالنطاق العريض ينتج أكثر ويتجاوب بسرعة فائقة مع زبائنه ويستثمر على نحو أمثل الموارد والمسارد الموجودة على الشبكة مقارنة بزميله الذي لا زال يستعمل الربط الهاتفي العادي؛ هذا زيادة على اتصاله الدائم والمتواصل بالشبكة واطلاعه على صندوق بريده الالكتروني في التو واللحظة.

2) الحساب المصرفي

أعتبر أن الحساب المصرفي من أساسيات عمل المترجم المستقل المنتصب لحسابه. ويتعين أن نذكر في فواتير أعمالنا رقم هذا الحساب لأن الغالبية الساحقة من الزبائن يدفعون أتعاب المترجمين المستقلين (وهي أتعاب مثل أتعاب الطبيب أو المحامي ولا تعتبر أجورا) عن طريق التحويلات المصرفية. ولتفادي صداع الأسئلة المتتالية من طرف زبائنك حول الأرقام والبيانات المصرفية لا تنس أن تذكر في بياناتك النقاط التالية:أ/ المستفيد (تذكر اسمك الكامل ولا تذكر هنا عنوانك حتى لا يقع الخلط بين عنوانك وبين عنوان المصرف)؛ب/ اسم المصرف بالكامل (مثلا: المصرف العربي المنتفخ بالدولارات النائمة)؛ج/ عنوان المصرف (اسم الوكالة والعنوان البريدي والرقم البريدي والبلاد)؛د/ الرقم الدولي لحسابك (إيبان) (يختلف عن الرقم العادي إذ يبدأ عادة بحرفين أو ثلاثة للعملة المستعملة يليها 22 رقما)؛هـ/ كود سويفت المصرف وهو عبارة عن جملة من الحروف تكوّن رقما خاصا بمصرفك، ويستعمل في المبادلات الدولية.ونورد الكل بالإنكليزية لأنها اللغة الأكثر استعمالا لمثل هذه البيانات:BeneficiaryBank nameBank addressIBAN (International Bank Account Number)SWIFT Code (Society for Worldwide Interbank Financial Telecommunication)
وإذا كنت تتعامل مع زبائن من الولايات المتحدة، فاعلم أن قوانين مقاومة الإرهاب تفرض عليهم طلب عنوان المصرف أيضا ورقم الهاتف الخاص به؛ فلا بأس أن تضيف هذه البيانات أيضا حتى تتجنب كل صداع محتمل.
وتذكر أنه ليس ثمة فروق كبيرة بين المصارف فيما يخص معالجة العمليات المصرفية المرتبطة بالمترجمين: قبول دفعات الزبائن واستلام الأموال لتقديمها للزوجة المصونة التي تتلفها في لمح البصر (عفوا سيداتي المترجمات، كانت شكوى رجالية لا شعورية، فسعة الصدر من شيمكنّ النبيلة!)، المهم أن نختار أقرب مصرف لمكان إقامتنا حتى لا نضيع وقتا ثمينا في التنقل منه وإليه، وأن نطلب ورقة رسمية من المصرف تحمل كل البيانات المذكورة أعلاه.
وفضلا عن الحساب المصرفي القار في بلد الإقامة، يستعمل العديد من زملائنا المصارف الموجودة على شبكة الإنترنت التي تسمح لك باستلام الدفعات وبدفع المصاريف من حسابك بصفة رقمية وعبر الإنترنت. لقد قلت في أول الفقرة "فضلا عن..." لأن الحساب القار في مصرف ببلدك يبقى من الضروريات لاستلام المال نقدا.
بيانات تخص المصارف العاملة على الشبكة والتي تهم مجتمع المترجمين
ومن أشهر هذه المصارف على شبكة الإنترنت "موني بوكرز" الذي يتعامل مع كل البلدان العربية و"باي بال" التي لا يتعامل مع أي واحد منها ويكتفي بـ 55 بلدا من أمريكا وأوروبا وآسيا. وإذا فتحت حسابا في أحد هذه المصارف، فلا تنس أن تذكر البيانات على فاتورة خدماتك.
ما مصلحة المترجم العربي/المقيم في بلد عربي في التعامل مع هذه المصارف؟تطبق بلداننا العربية - باستثناء بعض دول الخليج- مراقبة صارمة على خروج العملة الأجنبية من البلاد. فإذا أردت شراء خدمة أو منتج خارج البلاد، يتعين الحصول على رخصة لتصدير العملة من المصرف المركزي في بلادك. أما إذا احتفظت بأموالك في مصرف على الشبكة بصفة قانونية، فيمكن أن تدفع عبر الشبكة (أيضا) لشراء مستلزمات تصلك إلى عنوانك، كما يمكنك دفع رسوم الاشتراك المختلفة وغيرها من الخدمات التي قد تحتاجها في مهنتك. أما إذا كنت لا تحتاج إلى هذه المنتجات/الخدمات، فيمكنك من خلال نقرة على لوحة مفاتيحك أن تصدر أوامرك للمصرف على الشبكة ليحوّل أموالك إلى المصرف الكائن في بلد إقامتك.

3) العنوان البريدي
لا أرى ضرورة للإطالة في هذا الموضوع، وإنما أوردته للتأكيد على لزوم إدراجه ضمن بياناتك، وهو نوع من الإثبات لإقامتك. فالعديد من الزبائن يطلبون مترجما مقيما في بلد معيّن، كما أن ثمة فئة أخرى من الزبائن تفضل استعمال البريد العادي لإرسال النصوص التي ينوون ترجمتها داخل قرص مضغوط، ويطلبون نفس الطريقة لاستلامها، وذلك حفاظا على سرية المعلومات التي تحتويها من قبيل براءات الاختراع أو غيرها.

4) الهاتف المحمول

لعلك لاحظت زميلي الكريم أني عنونت هذه الفقرة بالهاتف المحمول، لا الهاتف فحسب؛ فقيمة المحمول الأولية بالنسبة إلى عملنا هي الاتصال الفوري. ويخصص العديد من زملائنا رقما لزبائنهم أو غيرهم ممن يتعامل معهم المترجم لضروريات مهنته. وقد لاحظت للأسف أن ثمة من يذكر رقم هاتفه بدون أن يشير إلى مفتاح بلاده؛ فمن الضروري كتابة الرقم بدءا بالصفرين (أو الرمز الإيجابي + يتبعه المفتاح إلخ.). فهذه تفاصيل هامة لا بد من أن يوليها المترجم المحترف عناية خاصة بنفس الدرجة التي يوليها للنحو والصرف عند التحرير.

5) السيرة الذاتية

كتب الكثير عن كيفية كتابة السيرة الذاتية، لكن هذا ليس غرضنا هنا. إننا سنشير في هذا العدد من السلسلة إلى ما يهم المترجمين من ناحية الشكل والمضمون وسنكتفي في هذا المقام بالتلميح لأهم النقاط التي ينبغي اعتبارها. فقد اطلعنا على عدد لا بأس به من السير الذاتية التي حررها مترجمون متمرسون، ولاحظنا أن معظمها يتضمن المعلومات التالية:
الاسم الكامل
البريد الالكتروني والموقع على الشبكة (إن وجد)
الهاتف الثابت والهاتف المحمول (رأينا أهميته أعلاه) والفاكس
العنوان البريدي وبلد الإقامة
اللغة الأم
الأزواج اللغوية
مجالات الاختصاص
المؤهلات العلمية
الخبرة المهنية
المراجع (زبائن أو زملاء أو أكاديميون مرموقون الخ...)
الاعتماد

إثر ذلك يخصص قسمان أحدهما للأسعار المعمول بها حسب نوعية العمل (ترجمة كتابية، تدقيق، مراجعة، ترجمة فورية..)، والثاني لآليات العمل (حاسوب، سرعة الربط بالشبكة...) والبرامج المستعملة (أدوب، ترادوس، ورد فاست إلخ). وينصح بعض الخبراء بتخصيص صفحتين (لا أكثر) للسيرة الذاتية يذكر في الأولى البيانات الشخصية ويذكر في الثانية الأسعار وآليات وبرامج العمل.
ملاحظة: لا بأس من ترتيب مكونات السيرة الذاتية حسب ما تريد إبرازه في كل مرة وذلك تبعا للزبون الذي تتصل به وتبعا لسيرتك الفعلية. وفي هذا الباب نورد المثال التالي: من المفيد أن تقدم مراجعك بخط عريض إذا كنت تعاملت مع شركة عالمية، كما يفضل أن تظهر اختصاصك في مجال الترجمة الطبية وأعمالك السابقة (إن وجدت) إذا كنت ستبعث سيرتك الذاتية إلى مختبر أدوية...

6) الموقع على الشبكة

تتميز مواقع المترجمين المستقلين على الشبكة بالبساطة. فهي في الواقع ليست مواقع إشهارية بل هي عبارة عن بطاقة زيارة يقدم فيها المترجم جملة بياناته بصفة رسمية، ويذكر طرق عمله وأزواجه اللغوية وخاصة مراجعه. أما الأسعار ففي الغالب لا ينشرها المترجم، ويتعامل مع كل زبون حسب حجم الترجمة والتخصص والآجال المحددة. وهذا ما يفسر بساطة مواقع المترجمين. ويشمل موقع المترجم عادة أربعة أو خمسة أبواب:
تقديم مقتضب للمترجم يستعمل فيه كلمات مختارة تدل على أسلوبه وتمكنه من لغة التحرير. (الخطأ لا يغتفر في هذا الباب)؛ طريقة عمله وتشمل عادة منهجية الترجمة خطوة خطوة من استعمال للمسارد وترجمة ومراجعة وتدقيق، كما يذكر برامج وذاكرات الترجمة التي يحسن العمل بها. وقد يزيد بعض الزملاء المتمرسين أمثلة عن بعض الترجمات التي أنجزوها في السابق؛ المراجع؛ ويذكر العديد من المترجمين أسماء أهم زبائنهم بعد أن يستشيروهم (يرى البعض أن هذا غير إيجابي لأن منافسيهم يتصلون بنفس الزبائن، ويرى آخرون أن زبائن آخرين سيتشجعون للاتصال بهم إذا رأوا أسماء محترمة ضمن زبائن المترجم)، فاختر ما ترى أنت؛ عنوان الاتصال.
ومن البديهي أن تُترجم محتويات الموقع إلى اللغات التي يعمل بها المترجم علما بأن غالبية المترجمين يستعملون الإنكليزية حتى إن لم يكونوا يترجمون إليها. فترجمة المحتوى يمكن أن تكون سلاحا ذا حدين: فمن جهة ستخاطب كل مجموعة من الزبائن بلغتهم، ومن ثم تتسع القاعدة التسويقية للمخاطبين، ومن جهة أخرى، سيتمكن الزائرون المهنيون من التدقيق في الترجمة والتأكد من سلامتها قبل الاتصال بمن قام بها، وعليه ستلعب على المكشوف، فاختر ما ترى...يوجد كم ضخم من الأدبيات التقنية التي تتناول موضوع إنشاء المواقع، للاطلاع على بعض الاقتراحات الوجيهة المكيفة خصيصا للمترجمين، يمكن قراءة مقال الزميلة الإسبانية ديانا ماركيس (بالإنكليزية) :
http://www.translatorscafe.com/cafe/article26.htm

7) الفاكس والماسح والتعرف الضوئي على الحروف...
يمثل الفاكس آلة ضرورية بالنسبة إلى المترجم العامل بالأزواج اللغوية التي تشمل العربية، وذلك لعدة أسباب منها:
- يتصل العديد من مكاتب الترجمة والزبائن المباشرين بغرض إنجاز ترجمة وثائق مكتوبة بالعربية، فالبعض منهم لا يفهم لغتنا والبعض الآخر لا يملك برنامجا للتعرف الضوئي على الحروف حتى تصبح الوثيقة في شكل رقمي، وثمة فئة أخرى ليس لها الوقت الكافي لهذه الأعمال التي يعتبرها من مشمولات المترجم.- هنالك وثائق ملكية وعقود هامة ومحاضر محاكمات وأوراق خاصة يطلب ترجمتها، ولا يود الزبون تمريرها على الشبكة لحساسيتها وأهميتها ولغير ذلك من الاعتبارات الخاصة. فقد يبعث لك الوثائق عبر الفاكس ويطلب إرجاع الترجمة عبره أيضا.- يطلب في العديد من التعاقدات بين المترجم وزبونه إمضاء الاتفاقيات بخط اليد، وترجع العقود الموقعة المشتملة على السيرة الذاتية/المراجع/الأسعار/اتفاقية احترام سرية المعلومات وغيرها عبر الفاكس، وهي طريقة غير مباشرة ليتأكد الزبون من بلد إقامة المترجم مثلا...
وإذا اعتبرنا أن الماسح يقوم بوظيفة الفاكس إضافة إلى التعرف الضوئي على الحروف (OCR, Optic Character Recognition)، فإن الماسح يكون كافيا إن وجد، ويمكن الاستغناء عن الفاكس إذا أدى نفس الوظائف.
ولا ندعي في هذا الفصل أننا قدمنا اكتشافات رهيبة في مهنتنا، ولكن المؤمل أن تدركوا بأن لم شمل الأفكار وتسلسلها المنطقي يسمح بإيجاد آليات عمل تتماشى مع عصرنا. كما نرجو من خلال هذا العمل أن نكون قد أثرنا انتباهكم إلى بعض النقاط التي قد تبدو هامشية، إلا أن المتمرسين في مهنتنا يدركون تمام الإدراك قيمتها في ترتيب عملنا وتنظيم مختلف ورشاتنا التقنية والعلمية والمالية والتجارية وغيرها بطرق سليمة حتى نأخذ بالأسباب، والله ولي التوفيق.

النص: عبدالودود العمراني
المراجعة اللغوية: عبد الله العميد ونجيب الشدادي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Post Your Comment