حقا! صدق المثل القائل "يعطينا الله الماء والدقيق ولكن لا يصنع لنا الخبز".
تذكرت هذا المثل وأنا أتحدث مع أحد أولئك الشباب الذين يلعنون الدنيا كل يوم ويلعنون أنفسهم. يقولون ماذا نفعل؟ لا وظائف في هذا البلد سوى بالمحسوبية أو بالواسطة. سعينا لكى نجد عملا... أى عمل...لقد حاولنا السفر وجمعنا في سبيل ذلك المال سواء من الأهل أو من الأصدقاء أو حتى من الأغراب ولم ننجح... لا فائدة .أقول لكم جميعا يا أولئك الشباب الجالس على المقاهي إنكم أنتم المشكلة.. وسبب بلوى هذا البلد!
إذا كنت تظن أيها الشاب الباحث عن وظيفة أن الوظائف تأتي دون علم وجهد فأنت تحلم بكل تأكيد!! لن تجد وظيفة أبدا إذا لم تكن تجيد التعامل مع الكومبيوتر أو تتقن اللغة الإنجليزية سواء كنت تخرجت في كلية الآداب, التجارة أو حتى الهندسة. وأقول إتقان وليست معرفة بسيطة بهذه اللغة. أسمعك تقول لي أيها الشاب البائس من أين لي بالمال لكي أتعلم التعامل مع الحاسب الآلي أو إتقان اللغة الإنجليزية؟؟ أقول لك .. أفعل أى شئ... أعمل أى عمل يدر لك دخلا ولو بسيطا و ضعه في دورات تعليمية. وإذا لم تجد المال الكافي, حاول أن تقترض كما كنت ستفعل لو كنت أردت السفر أو الزواج. ولم لا فمستقبلك أولى ويستحق ذلك بكل تأكيد.لكنى أؤكد لك من جهة أخرى أنك تستطيع أن تتعلم بنفسك دون مال إذا امتلكت المثابرة والإصرار. مثلا حاول أن تشتري جهاز كمبيوتر ولو حتى بالتقسيط وأطلب من أحد معارفك الذين سبقوك في هذا المجال تعليمك. تستطيع أيضا أن تشتري كتبا تعلمك استخدامه من المكتبات. أما بالنسبة إلى اللغة الإنجليزية ففي استطاعتك أن تتقنها عن طريق القراءة.
وقد أتقن أحد الأدباء المصريين المعروفين, لا أتذكر اسمه مع الأسف, اللغة الإنجليزية من القراءة واستخدام القاموس في البحث عن الكلمات التى لا يفهمها حتى أستطاع في النهاية أن يكون من كبار المترجمين. وقد ترجم بالمناسبة كثير من روايات المؤلفة الإنجليزية الشهيرة أجاثا كريستي. لا تضع وقتك, ولا تستمع إلى الفاشلين من أصدقائك من أولئك الذين يتحججون بالواسطة لتبرير كسلهم وفشلهم في العثور على وظيفة مناسبة.
هؤلاء الشباب أعطاهم الله الصحة والعقل ولم يفعلوا بهما أى شئ سوى الجلوس على المقاهى والسهر ولعن الدنيا و ماعليها. وهم الذين ينطبق عليهم وبحق بيت الشعر الذي يقول "نعيب في الزمان والعيب فينا, وما للزمان عيب سوانا".
إن أولئك الشباب ينتظرون أن يعطي الله لهم الماء والدقيق ويصنع لهم الخبز أيضا!!!
أؤيد هذا الكلام بشدة
ردحذفوشكرا
فتحي عبد الرءوف
مدرس الترجمة بالجامعة الأمريكية
طبيعة هوية الشباب المصري (بحب الكسب السريع باقل جهد)وانتشار ثقافة (البريستيج)& (ان اهين كرامتي في عمل)&(وسعي الشباب وراء غرائزهم المختلفة الميول والاعراف)وكسر كل تقاليد المجتمع (وبالاس الخروج عن قوانين الدين الاسلامي )وهشاشةالفكر وهامشيتهوقلة الحمكة والنظر الثاقب للامور ،كل هذه الامور يجب معالجنها جنبا الى جنب مع طريقة العيش في هذه الحياة.
ردحذفcv